-A +A
نجم الدين أحمد ظافر
مقالي هذا هو الأول في العام الجديد. أود به افتتاح مقالات القادم الجديد بشيء مفيد..
بداية كل عام وجميع القراء بخير ملؤه السعادة والخير والصحة والعافية والأمل بعام ننسى معه الأزمات الاقتصادية التي حولت كل شيء إلى كابوس. وحولت المجتمعات المترابطة إلى شبه مفككة، وحولت أبناء البلد وغيرت من طباعهم وجلدتهم ونفسياتهم حتى أصبحوا يعتمدون في الصغيرة والكبيرة على عاملة منزلية وسائق وعامل أجنبي. قد يكونون عربا أومن غير العرب. اعتمدنا عليهم في كل المهن, حتى تلك التي في أعلى قمة هرم الشركات. نسينا أنفسنا, ونسينا معها مهن آبائنا وأجدادنا. لننعم بكرسي المديرية. أذكر وأنا صغير حتى وأنا في الثانوية كان السقا من أهل البلد، كان يقول لي أبي إنه وجدي كان يعملان في مزرعتهم ومعهم كثير من أبناء البلد، والخضري والخباز كانا من أبناء البلد، أذكر عم بادي كعكي- يرحمه الله - صاحب أشهر مخبز لأطعم شريك وعيش حب بالمدينة المنورة يعمل بيده، والفوال ابن البلد درويش معمرجي - رحمك الله ياعم درويش - أشهر فوال بالمدينة المنورة، وأشهر الجزارين كانوا من أبناء البلد, الشوارع كانت تضاء بالأتاريك من أبناء البلد يحملونها على أكتافهم يعلقونها بعد المغرب ويشيلونها بعد طلوع الفجر، كذلك الطباخ والحداد والسائق والسباك والبائع والسمان والحلاق والنجار والمنجد (القطان) واللبان, وورش الحدادة والنجارة و... و... كل المهن حتى مطهر الأولاد كلهم كانوا أبناء البلد. وللقراء كل الذي قلته لايزيد عمره عن خمس وثلاثين سنة، لكنه أصبح من مطويات التراث!.
سبحان الله بعد بضع عقود تغير الحال كبرنا وتعالينا, كل المهن تركناها أنفة وعزة واستكبارا، هرولنا لاستقدام (من يعمل لنا) عمالة بعضها مالبثت أن أصبحت عبئا على مجتمعنا فغيرت سلوكياته وعاداته وتقاليده وبساطته، فثقلت علينا وعلى اقتصاد البلد، حتى صارت لدينا مشكلة حقيقية، صرنا نصرخ من بعضهم حتى منعنا استقدامهم، لكن هل هذا هو الحل لراحة البلد وأبناء البلد؟. هل هو الحل دون تلوين أو تشذيب؟!.
يجب أن نبحث عن العيب, كيف استشرى فينا، وكيف طغت المادة علينا، تركنا مهن أجدادنا فزادت البطالة وصار مجتمعنا عرضة لعادات لاعلاقة لها به، فهل هناك جهات تبحث عن الخلل وعلاجه بجدية أم أننا نسير في درب حكمته الرأسمالية والغطرسة الإنسانية، فلا نفيق إلا بالمطالبة بطرد البنقالي، وإذا سافر هل سيعمل مكانه ابن البلد؟. أم السيرلانكي نستقدمه لنطالب بطرده مرة أخرى، كلامي لمجلس الشورى من ابن البلد.

للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548
تبدأ بالرمز 102 مسافة ثم الرسالة